أثر رأس المال الاجتماعي في استدامة المورد الحرفي المحلي بالأحساء " دراسة ميدانية ‏على عينة من حرفيي صناعة الخوص بمدينة الهفوف"‏ ‏

يُشكل التراث الثقافي بمختلف مكوناته أحد الموارد المهمة للمجتمعات التي تعبر عن روحه ومبادئه؛ لما تحمله من قيمة حضارية وثقافية، ومع التطور الحالي للمجتمعات الإنسانية في مجالاتها المتعددة أصبح هدفها استدامة تراثها الثقافي؛ لتأثيره الإيجابي خاصة في المجتمعات المحلية، وهنا تظهر أهمية الوقوف على الوسائل التي تساند استدامة مكونات التراث وتحديداً الحرف اليدوية التي هي أحد أبرز أدوات تعبير الجماعات المحلية لنمط عيشها ومعرفتها ومهاراتها. وقد ركزت الدراسة على حرفة الخوص، بوصفها إحدى الحِرف الأحسائية التي تتميز بصناعتها من مادة أولية تستخرج من النخيل؛ لأن الأحساء أكبر واحة نخيل بالعالم، واعتمدت الدراسة على المنهج الكيفي، مع الاستعانة بأداة الملاحظة، وأداة المقابلة المتعمقة، وتصميم دليل مقابلة تتوافق محاوره مع أهداف الدراسة التي طُبقت على عدد من حرفيي الخوص في ثلاث مواقع، وهي: حي الكوت، سوق القيصرية، سوق الحرفيين، وخلصت الدراسة إلى عدد من النتائج منها: ضعف إقبال حرفيي الخوص على التسجيل الرسمي لأجل استخراج الرخصة المهنية، بالرغم من جهود هيئة التراث بالأحساء في ترغيب الحرفين في التسجيل، اكتفاء صناع حرفة الخوص بخبرتهم المكتسبة من سنوات الممارسة الطويلة التي تمتد بالغالب إلى 30سنة حتى 50 سنة، توجد بين حرفيي الخوص علاقة ترابط، ويزداد هذا الترابط بالسمات المتقاربة: كالعمر، والمهنة، ومكان العمل، والقرابة، وتنشط مؤشرات رأس المال الاجتماعي فيما بينهم من حيث التعاون، والتبادل، والثقة، ويختلف مقدار مساهمة رأس المال الاجتماعي في علاقات الحرفين حسب نوع العلاقة وعمقها؛ مما يثبت تأثير رأس المال الاجتماعي على المورد الحرفي، وجود اهتمام واضح من مختلف مؤسسات المجتمع بالمورد الحرفي الأحسائي. وتوصي الدراسة بـعدد من التوصيات منها: تحسين بيئة الأسواق التي يتمركز بها الحرفيين والمنتجات الحرفية عبر مراعاة سعر إيجار المحلات للحرفيين، مواصلة دعم المتدربين الشباب وترغيبهم في العمل بالمجال الحرفي، إعداد فرق عمل ميداني يهتم في ملاحظة المورد الحرفي، إنشاء فريق يجمع الحرفيين، ويسهِّل التواصل فيما بينهم، ويرفع مساهمة رأس المال الاجتماعي الإيجابية داخل المورد الحرفي، ويكون تحت مظلة هيئة التراث.