التمثلات السوسيوثقافية لوسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على المجتمعات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

المستخلص

         نقلت وسائل التواصل الاجتماعي البشر لنمط آخر من الوجود، وفي الوقت ذاته فرضت على المجتمعات تحديات جديدة كالإدمان الرقمي واختفاء الخصوصية. كما يمثل ظهورها نقطة تحول في بناء العلاقات الاجتماعية، تولّد عنه تغيّر كبير في النسيج الاجتماعي، حيث ساهمت في اختفاء الحدود بين المجتمعات، وأعطت للجمهور العادي نافذة يسهم من خلالها في صناعة الرأي العام وإعادة انتاج الثقافة. ويؤدي استخدام الأفراد لهذه الوسائل بخصائصها الحديثة للإدمان الرقمي والإرهاق العقلي، من خلال تعزيزها لثقافة السرعة وتشجيع السطحية، وكثرة مشاهدة النقد، والمقارنات المستمرة، والانتظار الدائم للاعجابات؛ وبالتالي تقليل مهارات التعاطف، والتواصل الحقيقي، ونفاذ الصبر. ويهدف البحث الحالي إلى التعرف على الخصائص الحديثة لوسائل التواصل الاجتماعي وما لها من تأثيرات سوسيوثقافية على الأفراد والمجتمعات المتعلقة بالمتغيرات التالية: ثقافة قبول الآخر، العلاقات الاجتماعية، واساليب الحياة. استَخدم البحث المنهج الوصفي التحليلي، وتوصل من خلال الاطلاع على التراث النظري المتعلق بالمجتمعات الرقمية، إلى أن أبرز الخصائص الحديثة لوسائل التواصل الاجتماعي خاصية التفاعلية، والتمرير اللانهائي، وأن الخوارزميات تعمل على الحد من ثقافة قبول الآخر من خلال اظهارها للمستخدم ما يتفق معه فقط وتجاهل ما يختلف عنه، وساهمت هذه الوسائل في تفكك العلاقات الاجتماعية وتلاشي الخصوصية، وعملت على تشييء جسد المرأة وأسهمت في وصول الأفراد الى عدد من الاضطرابات كاضطراب الاستهلاك القهري، واضطراب المثالية، والخوف من تفويت الفرص.