الكـــــــــــــــدية ‏

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

تهدف هذه الدراسة إلى تحليل ظاهرة "الكدية"  (التسوّل) كما تجلّت في مقامات بديع الزمان الهمذاني، باعتبارها نموذجًا أدبيًا فريدًا يكشف عن الأبعاد الاجتماعية والنفسية والثقافية لهذه الظاهرة في العصر العباسي. تعتمد الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، من خلال قراءة نقدية للمقامات، مع التركيز على شخصية أبي الفتح الإسكندري بوصفه نموذجًا للكدّي الماهر الذي يحوّل التسوّل إلى فنّ يعتمد على الحيلة والبلاغة. وتكشف الدراسة أن الكدية في المقامات ليست مجرد وسيلة للكسب المادي، بل هي ظاهرة معقدة تعكس تناقضات المجتمع العباسي، حيث تلتقي الفصاحة بالاحتيال، والحرمان بالذكاء. كما تُبرز المقامات كيف تحوّل الهمذاني الكدية إلى أداة سخرية من الأوضاع الاجتماعية، منتقدًا بذلك انحدار القيم وانتشار النفاق. وتُظهر التحليلات أن أساليب الكدّي في المقامات تعتمد على التلاعب اللغوي، استغلال الدين، واستدرار عطف الطبقات الميسورة. وتخلص الدراسة إلى أن المقامات قدّمت رؤية نقدية لظاهرة الكدية، مع التركيز على الجانب الجمالي والأخلاقي معًا. كما تؤكد أن الهمذاني استخدم هذه الظاهرة كمرآة تعكس أزمات المجتمع، مما يجعل المقامات وثيقةً أدبيةً واجتماعيةً ذات قيمة عالية.