سوسيولوجيا الحب في زمن الرقمنة: من منظور بعض علماء الاجتماع

تندرج هذه المحاولة البحثية على وجه العموم، ضمن إحدى مجالات علم الاجتماع الجديد، ألا وهو سوسيولوجيا الحب، وذلك في محاولة للوقوف على ظاهرة الحب كإحدى الظواهر الاجتماعية المحددة للتفاعل الاجتماعي، ومدى تأثير الرقمنة على تكوين العلاقات العاطفية. كون الحب يعد أحد الركائز التي تقوم عليها الروابط الإنسانية، والذي يمد الإنسان بالاستقرار النفسي. وسيتم التناول عبر منظور بعض علماء الاجتماع ورؤيتهم حول موضوع الحب، كزيجمونت باومان وتحليله للحب السائل، وإيفا إيلوز وما طرحته من أسباب المعاناة في الحب. كما عرضت الباحثة أفكارهما حول العلاقات الافتراضية وخصائصها، وكيف إنها باتت بديلاً عن الحب الواقعي القائم على التواصل المباشر بين الأنا والغير، كون أن هذه العلاقات العاطفية الافتراضية تبدو أكثر توافقاً مع بنية الحداثة الفائقة. وعليه عرضت الباحثة فكرتها عن الحب الرقمي كنافذة لهروب الأفراد من الواقع التعيس والمحبط، إلا أنه هذا الكم الفائض من الحب الرقمي الذي يمارسه الأفراد بشكل مستمر ومتجدد ما هو إلا دليل احتياج ما للحب الحقيقي.