الوعي الثقافي وقضية التراث العربي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - الامارات

المستخلص

إن المتأمل في المشهد الأدبي والثقافي سيجد بأن العرب لم تنشغل بقضية كما انشغلت بقضية التراث العربي؛ لذلك ظهرت عدة اتجاهات تحاول دراسة التراث وفق رؤيتها الفكرية وتوجهها الثقافي ،وتبادل أنصار هذه الاتجاهات اتهامات كثيرة ما بين التبعية للخارج أو التخلف ومحاولة جر المجتمعات إلى الوراء والبعد عن المشاركة في الفعل الثقافي العالمي، ولم يستطع أيٍ من أنصار هذه الاتجاهات السيطرة على المشهد الثقافي العربي بصورة حاسمة. و من هنا جاءت فكرة البحث والتي سوف تناقش  أربعة محاور وهي:
المحور الأول: مفهوم التراث.
 المحور الثاني : أنصار تقديس التراث العربي والنظر إلى من يحاولون الخروج عنه على أنهم يدعمون الثقافة الغربية واتهامهم بالتبعية للآخر.
المحور الثاني: أنصار الخروج التام على التراث العربي ومحاولة إيجاد بدائل وهو ما أطلق عليه التقاطع المعرفي مع التراث وظهر ذلك بوضوح مع شعراء السبعينات.
المحور الثالث: محاولة التوفيق بين احترام التراث ومحاولة التجديد ولكن هذه المحاولة كانت ضعيفة ولم تستطع الصمود أمام صدمات أنصار الاتجاهين الأولين.
يحاول هذا البحث رصد هذه المحاور ودراسة رؤية أنصارها ومحاولة إيجاد قواسم مشتركة بينها؛ فلا يمكن أن يظل أنصار هذى الرؤى السير في خطوط متوازية دون أن تتلاقى في نقطة ما. والسؤال الذي يطرح نفسه كيف نستطيع أن نردم الهوة بين هذه الجماعات ونعيد جسر التواصل والتحاور بينها؟؛ كي تعيد النظر في كيفية تعاملها مع التراث العربي، والاعتراف بوجود جسر تواصل آمن بين الماضي والحاضر مع تأكيدي على ضرورة التجديد، وأقصد هنا بالتجديد هو التجديد الإيجابي الواعي الذي لا ينطلق وراء الآخر بعين أعمى ولا يسقط في جب الماضي ، بل يتعامل مع التراث بأدوات حديثة تناسب عصره ،لأننا لا نستطيع أن نؤسس للجديد دون العودة للتراث الذي يمنحه القوة والثبات.