رؤية نقدية - للاتجاهات النظرية الحديثة فى علم الاجتماع

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس علم النفس والاجتماع - حاصلة على الدكتوراه –كلية الآداب –جامعة الإسكندرية

المستخلص

     تتضمن النظرية مجموع المعارف المنظمة والفرضيات التي يمكن من خلالها التحقق التجريبى من الظاهرة والتنبؤ باتجاهات تطورها, أو من حيث أنها تستطيع الكشف عن بعض المشكلات العلمية . فبدون النظرية تصبح الحقائق التى يجمعها العلماء من خلال ملاحظاتهم حشداً هائلاً غير منظم وغير مفيد من الملاحظات. فهناك بين علماء الاجتماع من يقتصر عملهم على مجرد جمع وقائع جزئية عن بعض مظاهر الحياة الاجتماعية دون أن تؤدى هذه الوقائع إلى صياغة نظرية عامة عن المجتمع ودون أن يسترشدوا فى جمع هذه الوقائع بنظرية عامة. مما يجعل هذه البحوث عديمة القيمة، أو قليلة على أحسن تقدير بالنسبة لتطور المعرفة العلمية بالمجتمع البشرى. وهناك فريق آخر من علماء الاجتماع يقومون بصياغة نظريات عامة عن المجتمع تتصف بالصبغة التأملية أو المكتبية دون أن تعتمد هذه النظريات على وقائع تمت ملاحظتها والتأكد من صحتها ودون اختبار لما تتضمنه هذه النظريات من تعميمات واستنتاجات. وقد أطلق رايت ميلز على الفريق الأول أصحاب اتجاه الإمبريقية أو التجريبية المتجزأة ، وعلى الفريق الثاني أصحاب اتجاه النظريات المتضخمة. ويبين ميلز عقم الاتجاهين، وأن كلا منهما يؤدى إلى عرقلة نمو علم الاجتماع ويعوق الوصول إلى الفهم العلمي السليم للظواهر الاجتماعية. وخرجت النتائج تؤكد تصور ميلز لمجال علم الإجتماع ومهامه نتائج منهجية عديدة، فهو لم يحاول أن يحاكى معاصريه من الباحثين فى علم الإجتماع فى تجميع المعطيات الكمية عن الظواهر الإجتماعية ، كما أنه كان يبدى تبرمة بكل أشكال التجريد وذلك لأن إهتمامه كان مركزا فى دراسة مجتمع معين فى زمان ومكان محددين ، وكان هدفه هو فهم هذا المجتمع فى حدوده التاريخية والمكانية والإجتماعية والثقافية .