اللف والنشر بين المصطلح والقيمة

     لقد قامت جملة من الدراسات على اعتبار القرآن الكريم مادتها الوفيرة التي تستمد منها قوة موضوعها، وكذلك الشعر العربي والتراث بنصوصه المختلفة، وبلاغة القرآن كانت أهم الملامح الموضوعية التي تستلهمها هذه الدراسات وتنطلق إلى القرآن من خلالها، إلا أنه كثيرًا ما تعاملت هذه الدراسات مع مباحث مشهورة- نسبيًا- من حيث ترددها في التراث العربي، مثل التشبيه والاستعارة والكناية والمجاز المرسل... وغيره من مباحث علم البيان، والتقديم والتأخير والقصر... وغيره من مباحث علم المعاني، والجناس والطباق والترصيع... وغيره من مباحث علم البديع،  إلا أن هذا البحث يقوم على بيان مصطلح أقل شهرة من حيث مقارنته ببقية المباحث البلاغية في علوم البلاغة الثلاثة؛ المعاني والبيان والبديع وهو مصطلح (اللف والنشر)، وهو من المحسنات البديعية المعنوية، حيث تناول البحث هذا المصطلح بصورة عامة في المدونة التراثية العربية وما حولها، وقد تضمن داخله المفردات التي دارت حوله في التراث العربي (صحة التفسير- التبيين- التوضيح...)، وكذلك التعرف على قيمة اللف والنشر وما ورد في القرآن الكريم وجميل الشعر العربي من نماذج لهذا المصطلح أو مصطلحاته المقابلة، من حيث التوظيف، مما يكشف عن قيمة هذا المصطلح، لاسيما من خلال التعرف على أغراضه البلاغية التي تم سوقه من أجلها، والتي دارت حول التنبيه والتفخيم، والتفصيل والإيجاز... وغير ذلك.