الشروط المتعلقة بالحكم والتنفيذ وتطبيقاتها القضائية ((جمعاً ودراسة))

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1  

2 الأستاذ المشارك بقسم الدراسات القضائية

المستخلص

     فإن الإنسان اجتماعي بطبعه، ينزع إلى الحياة مع الآخرين والعيش معهم، وترتبط مصالحه بمصالحهم ووجودهم، وهذا قد يكون واحدًا من الأسباب التي تفضي إلى الخصومة والنزاع، أو تحمل بعض الناس على الظلم والعدوان؛ فإنَّ الظلم من شِيَمِ النفوس ما لم يكن هناك وازعٌ من دين أو سلطان، ولذلك كان القضاءُ بين الناس لفصل الخصومات وإنهاء النزاع وإعادة الحقوق لأصحابها وإقامة العدل وإنفاذ أحكام الشرع ضرورةً دينيةً فطرية، وضرورةً تنظيميَّةً اجتماعيةً. ومن هنا نعرف أن القضاء له أهمية كبيرة، وهو من أشرف العلوم وأحسنها، وأهم المهمات وأنفعها يبين به الحلال والحرام، وبه يعدل بين الناس ويحفظ حقوق الله وحقوق عباده أجمعين. ولقد اهتم الخلفاء الراشدون المهديون والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين أيضا بعد وفاة رسول الله  rبهذا المنصب النبوي الشريف، وأقاموا العدل بين الناس، ثم تابعوهم، ثم تابع التابعين ومن تبعهم إلى يومنا هذا. فاتضح من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وعمل الخلفاء الراشدين منزلة القضاء في الدين. والناظر الى القضاء والتحاكم يجد أن من أهم ثماره الحكم القضائي والتنفيذ لهذا الحكم، فهو المراد والمطلوب من الدعاوى والتحاكم حتى يصل الإنسان إلى حقه بحكم شرعي، وهذا الحكم لوحده لا يكفي لنيل الحق فلابد له من التنفيذ حتى يستطيع الإنسان التصرف بحقه بأكمل وجه، والحكم والتنفيذ له شروط لابد من توفرها فيه حتى يكون صحيحًا قابل للتنفيذ والتصرف.